Mot du chirurgien Dr Abdelmajid Mselmi

لقد شهد اختصاص الجراحة في السنوات الأخيرة تقدما هاما و لافتا موفرا للمرضى علاجات متطورة و ناجعة مع مراعاة أقصى درجات السلامة

و قد أمكن بلوغ هذا التطور بفضل تقدم التقنيات الجراحية التي ما فتئ الجراحون يطورونها و يدققونها و بفضل تطورات تقنيات التبنيج و الإنعاش التي أصبحت توفر أقصى درجات السلامة و بفضل تطور الأدوية و التكنولوجيا الطبية بصورة عامة. إن هذا التقدم الرائع و المذهل مكن الجراحين من إنجاز أكثر العمليات الجراحية تعقيدا و صعوبة لدى عدد متنامي من المرضى بما فيهم اولئك الذين المتقدمين في السن و الذين يشتكون من أمراض و عاهات مزمنة مثل السكرى و ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب و التنفس

و تمثل جراحة الجهاز الهضمي و الكبد و البطن ( ميدان اختصاصنا) من بين فروع الجراحة التي شهدت تقدما كبيرا في السنوات الماضية. و تمثل الجراحة بالمنظار من أهم الإنجازات في السنوات الأخيرة حيث لم يعد ضروريا الالتجاء لفتح البطن لإجراء العمليات الجراحية و أنما اصبح بالإمكان القيام بها عبر ثقب صغيرة بالبطن و هو ما قلل من خطورة العمليات و حافظ على الجانب الجمالي للجسم مع أقصى درجات السلامة. و بذلك أصبحت الجراحة بالمنظار تشمل عديد الأمراض مثل استئصال المرارة و استئصال المصرانة الزائدة و القولون و المستقيم و جراحة السمنة وغيرها.

لقد تم اعتبار الجراحة دوما كضرب من الفنون و ستبقى دائما فنا نبيلا. و لكن الجراحة اصبحت بفضل التقدم و التطور علما يقارب العلوم الصحيحة. فالتقنيات الجراحية أصبحت خاضعة لقواعد علمية واضحة و دقيقة و مرتكزة على الدلائل العلمية و تخضع لقواعد و مواصفات صارمة مرتكزة على évidence based of médecine كما انها أصبحت تخضع لاتفاقيات عالمية تدرس في المؤتمرات و تدون في مقرراتها و اصبحت التقنيات موحدة تقريبا في شتى أنحاء العالم بحيث أن المريض يعالج بنفس الطريقة المتفق عليها عالميا سواء في تونس أو أروربا. إضافة إلى ذلك فإن التقنيات الجراحية اصبحت تخضع لمقاييس الجودة و السلامة المتفق عليها و المتعارف غليها عالميا

إن الجراحة هي طريقة ناجعة و ناجحة و دقيقة لعلاج العديد من الامراض التي لا يمكن معالجتها إلا بالجراحة. و هي توفر حاليا أقصى درجات السلامة و الأمان للمرضى.

كل هذا التطور و التقدم و الضمانات من شأنه أن يخفف من التخوف الطبيعي و المفهوم للمريض تجاه الجراحة و يشجعه على الالتجاء إليها كلما تطلبت حالته الصحية تفاديا للتعقيدات و المضاعفات الخطيرة