و يعود تاريخ سوسة إلى 3000 سنة و قد كان الفينيقيون هم الذين أسسوها و لقبوها ب"هادريم" في القرن 11 قبل الميلاد. و بعد تدمير قرطاج من طرف الرومان اصبحت سوسة مدينة رومانية تسمى "حضرموت" . و خلال المرحلة العربية الإسلامية و في القرن الثامن لقبت "سوسة " و كانت مدينة مفتوحة تستقبل المسلمين و المسيحيين و اليهود.
تقع مدينة سوسة في سهل خصب معروف بإنتاجه الفلاحي الوفير و خاصة غابة زيتون شاسعة قوامها 5 ملايين شجرة زيتون إضافة إلى الصيد البحري المتمحور حول 5 موانئ ممتدة على طول الشريط الساحلي للمدينة
و تعرف سوسة خاصة بأنها أكبر مركز سياحي في تونس و في البحر الأبيض المتوسط و العالم. و اشتهرت خاصة بشواطئها الجميلة التي تجذب ما يقارب مليون سائح ي السنة. و هي تحتوي على بنية سياحية ضخمة قوامها 100 نزل بطاقة 40 الف سرير و 100 وكالة أسفار و 60 مطعم سياحي. و يعد الميناء الترفيهي بمرسى القنطاوي من أجمل حدائق البحر الابيض المتوسط
و تمثل المدينة العتيقة بسوسة و رباطها الذي يحمي المدينة إحدى اهم المعالم التاريخية و هي مصنفة من طرف اليونسكو تراثا عالميا. و يقع متحف القصبة الذي تم إنشاءه سنة 1951 في قلب المدينة العتيقة و يحتوي على مجموعة من الفسيفساء فريدة في العالم من حيث الحجم و القيمة الفنية
وترتبط سوسة بشبكة مواصلات متطورة. إذ يحيط بمدينة سوسة مطار المنستير من جهة الشمال ( على مسافة 20 كلم) و مطار النفيضة من جهة الجنوب ( على مسافة 30 كلم). و تحتوي على شبكة طرقات حديثة و طريق سيارة و سكك حديدية تربطها بشمال البلاد و جنوبها و شبكة طرقات تربطها بعمق البلاد نحو الشرق و الجنوب
و تقع مدينة سوسة في وسط البلاد مما يجعلها قريبة من أهم المواقع السياحية. فالمسرح الروماني بمدينة إلجم يقع 60 كلم جنوب مدينة سوسة. كما لا تبعد مدينة القيروان المعروفة بآثارها العربية الإسلامية سوى 60 كلم غربا. كما ان المراكز السياحية بالحمامات و المنستير لا تبعد كثيرا عن مدينة سوسة. أما الصحراء في جنوب تونس فهي تقع على بعد 300 كلم.
إن اللغة العربية هي اللغة الرئيسة للسكان و لكن اللغة الفرنسية و اللغة الانجليزية متداولة جدا لدى السكان المعروفين بانفتاحهم على جميع الحضارات منذ القدم و المتمكنين من عديد اللغات مثل الألمانية و الإسبانية بحكم الطبيعة السياحية للمدينة
و تحتوي مدينة سوسة على 2 مستشفيات جامعية ضخمة و 5 مصحات خاصة و عدة مراكز للإستشفاء بمياه البحر و العديد من المرافق الصحية من مختلف الاختصاصات مما يجعل منها قطبا صحيا و استشفائيا ذو صيت عالمي منفتح على المغرب العربي و إفريقيا و اوروبا و سائر انحاء العالم و تمتاز سوسة بكثافة النشاط الرياضي لسكانها و يمثل فريق النجم الرياضي الساحلي فريق مدينة سوسة أحد أعرق الفرق الرياضية في تونس و إفريقيا و أحد عمالقة الرياضية بتاريخ زاهر من الألقاب و الإنتصارات الوطنية و القارية
و تعد سوسة مدينة نظيفة و هادئة يستتب فيها الامن. و الطقس معتدل و تكون الحرارة في الشتاء بين 15 و 30 درجة و في الصيف بين 20 و 40 درجة. السكان اغلبهم شباب و نسبة التعلم مرتفعة جدا. كما تتميز المدينة بحرية النساء و مساواتهم مع الرجال و مشاركة المرأة النشيطة في مختلف الانشطة الإقتصادية و الإجتماعية. سكان سوسة بحكم تاريخهم منفتحون على العالم و يتواصلون مع الجميع بكل سهولة و أرٍيحية و يستقبلون الضيوف بكل ترحاب